للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتؤكد جملة من النصوص الشيعية على أنّ العدد لم يزد على ذلك لفترة من الزمان، قال أبو جعفر: (وكانوا سبعة، فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام إلا هؤلاء السبعة) (١) وكان أبو عبد الله يُقسم على ذلك فيقول (فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر) (٢).

غير أنّ هؤلاء السبعة أو قُل الأربعة الأبرز فيهم (المقداد وسلمان وعمار وأبو ذر) لم يسلموا من الانتقاص المبطّن.

فعن عمرو بن ثابت قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قُبض ارتد الناس على أعقابهم كفاراً إلا ثلاثة: سلمان والمقداد وأبو ذر الغفاري، إنه لما قُبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء أربعون رجلاً إلى علي بن أبي طالب (ع) فقالوا: لا والله لا نعطي أحداً طاعة بعدك أبداً، قال: ولم قالوا إنا سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيك يوم غدير، قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم، قال: فأتوني غداً محلقين قال: فما أتاه إلا هؤلاء الثلاثة، قال: وجاءه عمار بن ياسر بعد الظهر فضرب يده على صدره ثم قال له: ما آن لك أن تستيقظ من نومة الغفلة ارجعوا فلا حاجة لي فيكم، أنتم لم تطيعوني في حلق الرأس فكيف تطيعوني في قتال جبال الحديد، ارجعوا فلا حاجة لي فيكم (٣).

وعن ابن عيسى يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّ سلمان كان منه إلى ارتفاع النهار فعاقبه الله أو وجئ في عنقه حتى صيرت كهيئة السلعة حمراء، وأبو ذر كان منه إلى وقت الظهر فعاقبه الله إلى أن سلط عليه عثمان حتى حمله على قتب وأكل لحم أليتيه وطرده عن


(١) رجال الكشي ص٧٣ (ترجمة سلمان الفارسي) – رواية (٢٤).
(٢) قرب الإسناد للحميري ص٣٨، بحار الأنوار ٢٢/ ٣٢٢، الاختصاص للمفيد ص٦٣
(٣) الاختصاص ص٦ وبحار الأنوار ٢٨/ ٢٥٩

<<  <   >  >>