للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأما الذي لم يتغير منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى فارق الدنيا طرفة عين فالمقداد بن الأسود، لم يزل قائماً قابضاً على قائم السيف عيناه في عيني أمير المؤمنين (ع) ينتظر متى يأمره فيمضي (١).

بل لم يكن التعامل بين هؤلاء النفر على نمط الأخوة المعتادة بين أهل الإيمان الواحد.

ففي رجال الكشي (قال أمير المؤمنين: يا أبا ذر، إنّ سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت رحم الله قاتل سلمان) (٢).

وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا سلمان لو عُرض علمك على مقداد لكفر، يا مقداد لو عُرض علمك على سلمان لكفر) (٣).

وهو تعامل قائم على أساس التقية والكتمان لا على أساس المصارحة والوضوح، فعن جعفر عن أبيه (ع) قال: ذكرت التقية يوماً عند علي (ع) فقال: إن علم أبوذر ما في قلب سلمان لقتله، وقد آخى رسول الله بينهما فما ظنك بسائر الخلق) (٤) فحتى تلك الفئة المؤمنة والتي لا تتعدى سبعة نفر تتناكر قلوبها وتتعامل بالتقية مع بعضها البعض.

ثم لحق بركب هذه الفئة من المرتدين التائبين آخرون ذكرهم الكشي نقلاً عن الفضل بن شاذان فقال: (إنّ من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام أبو الهيثم بن


(١) الاختصاص ص٩ وبحار الأنوار ٢٨/ ٢٥٩
(٢) رجال الكشي ص٧٧ (ترجمة سلمان الفارسي) – رواية رقم (٣٣).
(٣) رجال الكشي ص٧٢ (ترجمة سلمان الفارسي) – رواية رقم (٢٣).
(٤) رجال الكشي ص٧٩ (ترجمة سلمان الفارسي) – رواية رقم (٤٠).

<<  <   >  >>