للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي بردة عن أبيه قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي العشاء، قال: فجلسنا فخرج علينا، فقال: ما زلتم ههنا؟ قلنا: يا رسول الله، صلينا معك المغرب، ثم قلنا: نجلس حتى نصلي معك العشاء، قال: أحسنتم أو أصبتم، قال: فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيراً ما يرفع رأسه إلى السماء، فقال: النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) (١).

وورد الحديث ذاته من طريق الشيعة عن الإمام موسى الكاظم عن آبائه (ع) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أنا أمنة لأصحابي، فإذا قبضت دنا من أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا قبض أصحابي دنا من أمتي ما يوعدون، ولا يزال هذا الدين ظاهراً على الأديان كلها ما دام فيكم من قد رآني) (٢).

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الناس خير؟ قال: قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تبدر شهادة أحدهم يمينه، وتبدر يمينه شهادته) (٣).


(١) رواه مسلم – كتاب فضائل الصحابة – باب (بيان أنّ بقاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمان لأصحابه وبقاء أصحابه أمان للأمة) – حديث رقم (٢٥٣١).
(٢) بحار الأنوار للمجلسي ٢٢/ ٣٠٩ - ٣١٠ عن (نوادر الراوندي ص٢٣).
(٣) رواه البخاري – كتاب الأيمان والنذور – باب (إذا قال: أشهد بالله أو شهدت بالله) – حديث (٦٦٥٨) ورواه مسلم – كتاب فضائل الصحابة – باب (فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) – حديث رقم (٢٥٣٣) واللفظ لمسلم.

<<  <   >  >>