للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آل محمد كذلك، فهل في أصحاب الأنبياء أكرم عندك من صحابتي؟ قال الله تعالى: يا موسى، أما علمت أنّ فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين، وكفضل محمد على جميع النبيين، فقال موسى: يا رب، ليتني كنت أراهم! فأوحى الله إليه: يا موسى، إنك لن تراهم، فليس هذا أوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنات -جنات عدن والفردوس- بحضرة محمد، في نعيمها يتقلبون، وفي خيراتها يتبحبحون» (١).

الوقفة الثانية:

إنّ القول بعدالة سيرة الصحابة رضوان الله عليهم لا يعني أنهم معصومون من المعاصي والمخالفات، أو أنهم لا يخطئون ولا يغلطون، بل هم كسائر الناس من بني آدم في الطبائع والنقص البشري.

فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح مسلم: (والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) (٢).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً في قوله تعالى {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَم} (٣): (إن تغفر اللهم، تغفر جمّاً، وأي عبد لك لا ألمّا) (٤).


(١) تأويل الآيات ١/ ٤١٨ والمحتضر للحلي ص٢٧٣ - ٢٧٤ وتفسير الإمام العسكري ص٣١ - ٣٢ وبحار الأنوار ١٣/ ٣٤٠ - ٣٤١ و٨٩/ ٢٤٦
(٢) رواه مسلم – كتاب التوبة – باب (سقوط الذنوب بالاستغفار والتوبة) – حديث رقم (٢٧٤٩).
(٣) سورة النجم آية ٣٢
(٤) رواه الترمذي – كتاب تفسير القرآن – باب (ومن سورة والنجم) – حديث رقم (٣٢٨٤).

<<  <   >  >>