للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعقابهم، الذين يخرجون عن الدين، ويأخذون بعضه ويدعون بعضه كحال هؤلاء القوم المجرمين المفسدين، الذين خرجوا على أهل الإسلام، وتكلم بعضهم بالشهادتين، وتسمّى بالإسلام من غير التزام شريعته) (١).

لكن ما حيلتنا مع من يجادل عن بعض أصناف أهل الردة ويتأول لهم قائلاً بأنّ اتفاقهم على منع الزكاة لا يعني ردتهم في حين لا يجد أي حرج في توجيه السهام إلى أبي بكر والصحابة الذين انتصروا للإسلام وثبتوا على دين الله بعد خذلان أكثر الناس له والطعن فيهم والقول بردتهم وانقلابهم على أعقابهم من أجل عدم إعطائهم الخلافة لعلي!

إنّ هؤلاء العاذرين لا يجهلون عظم فريضة الزكاة التي قرنها الله بالصلاة مراراً في القرآن بل يجهلون حتى أحاديث أهل البيت التي بينت بكل وضوح أنّ ما فعله أبو بكر تجاه مانعي الزكاة هو عين الصواب، وأنّ فعله ذاك علامة فقهه رضي الله عنه.

روى الكليني في الكافي عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: (من منع قيراطاً من الزكاة فليس بمؤمن ولا مسلم، وهو قوله عز وجل {رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَاءِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون} (٢) وفي رواية (لا تقبل له صلاة) (٣).

وعنه أيضاً عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: من منع قيراطاً من الزكاة فليمت إن شاء الله يهودياً أو نصرانياً (٤).


(١) مجموع الفتاوى ١٤/ ٢٢٧ و٢٨/ ٢٢٧
(٢) سورة المؤمنون آية ٩٩ - ١٠٠
(٣) الكافي- كتاب الزكاة- (باب منع الزكاة) - حديث رقم (٣).
(٤) المصدر نفسه – حديث رقم (١٤).

<<  <   >  >>