أيها القارئ ... إنّ النصوص التي ذكرتها لك ودلت بمجموعها على تفاني هؤلاء الرجال في نصرة هذا الدين وعلى رأسهم الخليفة الراشد أبي بكر الصدّيق، إنما هي حقائق سطّرتها كتب الشيعة الإثني عشرية الذين احترفوا لعن هؤلاء الأخيار ووصفهم بالنفاق والردة وأبشع الأوصاف!
وإنّ المرء ليعجب من أولئك الذين يدّعون اتباع أئمة أهل البيت والتمسك بهديهم، أين هم عن مثل هذه الروايات؟ وأين أخلاقهم عن هذه الأخلاق الرفيعة التي تمثلها أهل البيت؟
لقد ضرب لنا الإمام أبو جعفر (محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب) أروع الأمثلة في سلامة الصدر من الحقد على المؤمنين الصادقين حين يمتدح أبا بكر الصدّيق ويُسمّيه بـ (الصدّيق) كما ذكر ذلك الأربلي في "كشف الغمة في معرفة الأئمة ٢/ ٣٦٠" عن عروة أنه قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن حلية السيوف، فقال: لا بأس به، قد حلّى أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه سيفه، قلت: فتقول الصدّيق؟! قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال: نعم، الصدّيق نعم، الصدّيق نعم، فمن لم يقل له الصدّيق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا ولا في الآخرة).
فرحم الله الإمام أبا جعفر ... ورحم الله كلماته التي طوتها صحف الأمس ولم تنطق بها ضمائر اليوم.
ثالثاً: قد يجد من يريد الطعن في الصحابة أنّ حجته في تطبيق الآية الكريمة على مبايعة الناس أبا بكر على الخلافة غير منطقية، فيأتي للنص ليستخدمه كمطعن في أبي بكر والصحابة من خلال غزوة أحد نفسها.