للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولذلك أقول بياناً لأحداث تلك الغزوة: في إطار الحديث عن غزوة أحد التي نزلت بسببها تلك الآيات، أُشيع بعد هزيمة المسلمين التي كان السبب الجوهري فيها ترك الرماة لمواقعهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قُتل.

فانقسم الناس بسبب هذه الصدمة المفاجئة إلى ثلاثة أقسام: قسم استمر على ما هو عليه كأبي بكر الصدّيق (١) وعلي بن أبي طالب وأنس بن النضر وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وأبي دجانة والزبير بن العوام ورجال من المهاجرين والأنصار.

فحين توجهت السهام تجاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جهة من أرض القتال وأشيع في الجهات الآخرى مقتله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يدركوا ما كان يواجه رسول الله ومن معه في تلك الجهة، قام خمسة من الأنصار فقاتلوا دون رسول الله رجلاً رجلاً يُقتلون دونه، حتى كان آخرهم زياد أو عمارة بن زياد بن السّكن، فقاتل حتى أثبتته الجراحة، ثم فاءت من المسلمين فئة حتى أجهضوهم عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ادنوه مني فأدنوه منه فوسّد قدمه، فمات وخدّه على قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وترّس دون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو دجانة بنفسه يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه، حتى كثرت فيه النبل، ورمى سعد بن أبي وقاص دون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال


(١) يقول ابن أبي الحديد المعتزلي (الشيعي الغالي سابقاً) في "شرح نهج البلاغة ١٥/ ٢١": (ولم يختلف الرواة من أهل الحديث في أنّ أبا بكرلم يفر يومئذ وأنه ثبت فيمن ثبت، وإن لم يكن نُقل عنه قتل أو قتال، والثبوت جهاد وفيه وحده كفاية).

<<  <   >  >>