للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قيل للإمام جعفر الصادق (الناس يقولون المسلمون كلهم آل النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: كذبوا وصدقوا، فقيل له: ما معنى ذلك؟ فقال: كذبوا في أنّ الأمة كافتهم آله وصدقوا في أنهم إذا قاموا بشرائط شريعته آله) (١).

ثانياً: مقام (من تحرم عليهم الصدقة)

و (الآل) في هذا المقام قسمان: أصل وفرع.

فأما الأصل فالمراد به (بنو هاشم) (٢) لحديث (حديث الثقلين) والذي فيه قول النبي عليه الصلاة والسلام: (أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه. ثم قال: وأهل بيتي، أُذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهلُ بيته من حُرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل عليّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حُرم الصدقة؟ قال: نعم) (٣).


(١) مفردات غريب القرآن ص٣١
(٢) وإنما قال العلماء (بنو هاشم) لبيان أنهم (أصل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعصبته) وإلا فالعلماء مجمعون على أنّ من يحرم عليهم الصدقة ويطلق عليهم مصطلح (آل البيت) وتجب مودتهم وإجلالهم هم (المؤمنون من بني هاشم) وليس كل بني هاشم، مسلمهم وكافرهم!
راجع "فتح الوهاب ١/ ٨" لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري و"فتح المعين ١/ ٢٠" للشيخ زين الدين المليباري.
(٣) رواه مسلم – كتاب فضائل الصحابة – باب (من فضائل علي بن أبي طالب) - حديث رقم (٢٤٠٨).

<<  <   >  >>