للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحجة ابن قدامة في هذا ظاهرة، فالنبي عليه الصلاة والسلام علل إدخاله (بني المطلب) في حكم (الخمس) كونهم لم يفارقوا بني هاشم في جاهلية ولا إسلام بل كانوا سنداً لهم في كل الأحوال، فاستحقوا لذلك (الخمس) مع (بني هاشم) دون غيرهم من القرابة.

أما تحريم الصدقة عليهم كسائر آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا دليل عليه والأصل أنّ الصدقة عليهم جائزة، وأنّ من تحرم عليهم الصدقة هم بنو هاشم.

أزواج النبي من آل بيته

وأما فرع (آل البيت) فالمراد به (زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم) وهن من (آله) لاتصالهنّ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمصاهرة.

وقد حرمن على غيره من الرجال في حياته وبعد مماته، وهنّ زوجاته في الدنيا والآخرة فالسبب الذي لهن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قائم مقام النسب.

وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على دخولهن في مسمى (آل البيت).

أول هذه الأدلة: تسمية الله عز وجل أزواج الأنبياء بأهل البيت، فقد قال تعالى عن موسى عليه السلام {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ} (١) ومعلوم أنه لم يكن معه في سفره هذا إلا زوجته.

يقول الطباطبائي في تفسيره: (قوله تعالى {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِه} المراد بأهله إمرأته وهي بنت شعيب على ما ذكره الله تعالى في سورة القصص) (٢).


(١) سورة النمل آية ٧
(٢) تفسير الميزان ١٥/ ٣٤٢

<<  <   >  >>