للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روى ابن بابويه القمي (١) في "الأمالي" عن ابن عباس أنه قال: قال علي (ع) لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله، إنك لتحب عقيلاً، قال: إي والله، إني لأحبه حبين حباً له وحباً لحب أبي طالب له وإنّ ولده لمقتول في محبة ولدك فتدمع عليه عيون المؤمنين وتصلي عليه الملائكة المقربون ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى جرت دموعه على صدره ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي) (٢).

فأثبت رسول الله بهذا الحديث أنّ عقيلاً وابنه من عترته عليه الصلاة والسلام.

وفي "بحار الأنوار" للمجلسي (٣) عن الإمام الحسين أنه قال بعد أن جمع ولده وإخوته


(١) محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الملقّب بـ"الشيخ الصدوق"، ترجم له شيخ الطائفة الطوسي في "الفهرست ص٢٣٧" بقوله: (كان جليلاً حافظاً للأحاديث، بصيراً بالرجال، ناقداً للأخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه).
وقال عنه المولى محمد تقي المجلسي في "روضة المتقين ١٤/ ١٦": (وثّقه جميع الأصحاب لما حكموا بصحة أخبار كتابه، بل هو ركن من أركان الدين)!!
وقال محمد باقر المجلسي في "بحار الأنوار ١٠/ ٤٠٦": (من عظماء القدماء التابعين لآثار الأئمة النجباء الذين لا يتبعون الآراء والأهواء، ولذا ينزل أكثر أصحابنا كلامه وكلام أبيه منزلة النص المنقول والخبر المأثور)!!
(٢) أمالي الصدوق ص١٩١ حديث رقم (٢٠٠) وبحار الأنوار ٢٢/ ٢٨٨، ٤٤/ ٢٨٧
(٣) محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، وصفه آية الله جعفر السبحاني في "تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره ص٤٠٠" بأنه (محيي السنّة، وناشر آثار أهل البيت، الشيخ محمد باقر بن العالم الجليل محمد تقي بن الورع البصير المولى مقصود علي المتخلّص في أشعاره بالمجلسي. هو أجلّ من أن يعرّف، وقد ألّف شيخنا المحدّث النوري رسالة في ترجمته أسماها "الفيض القدسي في ترجمة المجلسي" ذكر فيها جملاً من مناقبه وفضائله ومشايخه وتلامذته وذريته وذرية والده. وكفاه فخراً انّه ألّف دائرة معارف للشيعة يوم لم يكن أيّ أثر لهذا اللون من التأليف بين الأوساط الإِسلامية ... وفي الجملة فهو أُستاذ فن الحديث، وسناده، وعماده، وهو في غنى عن تعريفه وإطرائه وإفاضة القول فيه).

<<  <   >  >>