وقد عبّر عن هذا صراحة في حديث مسلم والذي فيه:(فقلنا: مَنْ أهل بيته؟ نساؤه، قال: لا، وايم الله إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حُرموا الصدقة بعده).
وقد أشكل هذا الحديث على بعض من قصرت أفهامهم عن مراد زيد بن أرقم رضي الله عنه فظنوا أنّ هذه الرواية معارضة لسابقتها التي قال فيها:(نساؤه من أهل بيته، ولكن أهلُ بيته من حُرم الصدقة بعده)، ولا تعارض بين الروايتين، فعلة التفريق في الحديثين ظاهرة وهي أنّ نساء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسن من آل بيته الذين حُرّمت عليهم الصدقة وإن كانوا في الحقيقة من آل البيت (إجمالاً).
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث:(تتأول الرواية الأولى على أنّ المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنون ويعولهم، وأمر باحترامهم وإكرامهم وسماهم ثقلاً ووعظ في حقوقهم وذكّر، فنساؤه داخلات في هذا كله ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة، وقد أشار إلى هذا في الرواية الأولى بقوله: (نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة) فاتفقت الروايتان) (١).
روايات الشيعة تؤكد ما ذكرناه
ما ذكرته آنفاً من شمول مصطلح (آل البيت) لبني هاشم تشهد عليه روايات شيعية كثيرة قد تبلغ حد التواتر، إليك بعضاً منها: