للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا فرق بين الأئمة وبين ربهم عز وجل سوى أنهم عباده ... فهو معبود وهم عبّاد، أما الاختلاف فبدرجة الكمال فقط، ولذا صار هو معبوداً وهم عبيداً له، هذا ما أستطيع أن أفسّر به كل ما قرأته وعبّر عنه هذا النص، تماماً كما كان يقول مشركو مكة في تلبيتهم (لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وماملك)!

اختلفت الألفاظ وتطابقت المعاني!

فقد شاركوه في كل شيء تقريباً، من الإحاطة بكل شيء علماً، ومن عدم السهو والغفلة وما إلى ذلك.

والعجب كل العجب من آية الله العظمى أبي القاسم الخوئي، وقد سُئِل عن العبارة المشار إليها في دعاء رجب، فأجاب دون أدنى استنكار للفظ العبارة ومعناها: (لعلها تشير إلى أنهم مع بلوغهم في مرتبة الكمال إلى حد نفوذ التصرف منهم في الكون بإذنك، فهم مقهورون لك، لأنهم مربوبون لك، لا حيلة لهم دون إرادتك ومشيتك فيهم بما تشاء) (١)!

حتى الأسماء الحسنى التي لرب العباد لم يشاركوه فيها فحسب بل ذكرت الروايات أنّ الأئمة هم الأسماء الحسنى (٢)، فالإمام علي بن أبي طالب كما بيّنا هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم!


(١) صراط النجاة ج٣ ص٣١٧ - سؤال رقم (٩٩٣).
(٢) روي في ذلك روايات كثيرة منها ما نُسب للإمام علي كقوله عن نفسه (أنا الأسماء الحسنى) –شرح دعاء الجوشن ص٥٧٦ والأنوار النعمانية ٢/ ١٠٠ - ومنها ما نسبه العياشي للإمام جعفر الصادق من قوله (نحن والله الأسماء الحسنى الذي لا يُقبل من أحد إلا بمعرفتنا، قال (ع): فادعوه بها) –تفسير العياشي ٢/ ٤٢ والبرهان ٢/ ٥٢ - وقريب من هذه الرواية ما نُسب إلى الإمام الباقر كذلك- انظر بحار الأنوار ٢٥/ ٤ حديث ٧ – ومثل هذا كثير.

<<  <   >  >>