للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اشتداد الأمر وليس هناك ساقٌ، وأصل ذلك أن العرب إذا فَجِئَتْهُم الغارة شَمَّر النِّسَاءُ عن أسْؤُقِهِنَّ وهربن؛ قال طَرَفَةُ:

يَوْمَ تُبْدِي البِيضُ عَنْ أَسْؤُقِهَا ... وَتَلُفُّ الخَيْلُ أحْرَاجَ النَّعَمْ

ومنه الجَائِزَةُ وهو الماء يُعْطَاهُ ابن السبيل يُجَازُ به إلى موضع آخر فكثر ذلك حتى جعلوه في المال.

ومنه المَاتَمْ أصله مجتمع النساء أو الرجال في فرح أو حزن. قال:

كَمَا تَرَى حَوْلَ الأمِيرِ المَاتَمَا

ثم كثر ذلك حتى جعلوه في الحزن خاصة. ومنه قولهم: أبَنَّ فُلانٌ بالموضع: إذا أقَامَ به، وأصل ذلك أن يَجِدَ بَنَّةً وهي البَعَرُ.

ومنه الفَرْجُ وهو ما بين اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ فكثر ذلك حتى سموا به ذكر الرجل ونظيره من المرأة.

ومنه الراوية وهو البعير الذي يُستقى عليه، وقد روى: إذا استقى والوعاء يقال له المَزَادَةُ؛ قال أبو النجم:

تَمْشِي مِنَ الرِّدَةِ مَشْيَ الحُفَّلِ

مَشْيَ الرَّوَايَا بِالمَزَادِ الأَثْقَلِ

<<  <   >  >>