وأما الطرق الباقية فتجتمع فى أبي إدريس الخولاني واسمه عائذ الله بن إدريس بن عائذ كان عالم الشام بعد أبي الدرداء. ففي الطريق الخامس قال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلَّا ولده وهم ثقات. وإبراهيم ذكره ابن حبان في الثقات. والصواب خلاف ما ذهبا إليه فإبراهيم هذا كذبه أبو حاتم وأَبو زرعة وقال ابن أبي حاتم ينبغي ألا يروى عنه وقال أَبو الطاهر المقدسي ضعيف وقال الذهبي متروك (انظر "لسان الميزان"). والطريق السادس فيه أحمد بن علي لم أقف له على ترجمة والمختار مقبول وإسماعيل بن سلم هكذا جاء اسم أبيه أوله سين مهملة وآخره ميم ووقع في "حلية" أبي نعيم سلمة بزيادة هاء في آخره ولم أقف له على ترجمة وقد رجح الألباني أنَّه إسماعيل بن مسلم (انظر "الصحيحة" رقم ١٠٩) وهو معقول لأنه ذكر في شيوخ المختار بن غسان ولكنه جزم بأنه المكي البصرى وهذا لا دليل عليه بل في هذه الطبقة سبعة يسمون بهذا الاسم ذكرهم الحافظ في "التهذيب" وآخر في "اللسان" مشكوك فيه أن يكون أحد السبعة ولم يذكر المزى في تلاميذ أحد السبعة المختار بن غسان ولذا فالأقرب أنَّه إسماعيل بن سلم بدون ميم في أوله وأحيانًا يزيد بعض الرواة ميمًا وأحيانًا يزيد بعضهم هاء في آخره كما نقل أَبو نعيم وإن كان لابد من تعيين أحد السبعة فيكون المذكور في اللسان حيث ذكر أنَّ له كتابًا في التفسير والحديث يتعلق بعلم التفسير وهذا المذكور اسمه إسماعيل بن أبي زياد واسم أبيه مسلم وأظنه هو السكوني المذكور في "التهذيب" ومن تلاميذه عبدي مثل المختار وهو أقرب لتلميذه وشيخه لأنه شامي. وقد استشهد الألباني لجزء من هذا الحديث وهو المتعلق بذكر العرش بما رواه ابن جرير قال: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وَهْب قال: قال: ابن زيد حدثني أبي قال: قال: أَبو ذرٍّ فذكره، قال: الألباني وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات لكني أظن أنَّه منقطع فإن ابن زيد هو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو ثقة من رجال الشيخين يروى عنه ابن وهب وغيره وأَبو محمد بن زيد ثقة مثله ... إلخ. وهذا الذى ذهب إليه غير صحيح بل ابن زيد هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهذه نسخة تفسيرية تكررت كثيرًا عند الطبري يونس عن ابن وَهْب عن ابن زيد وأحيانًا عن أبيه وهو زيد بن أسلم وانظر على سبيل المثال لا الحصر ١/ ٧٦، ٨٠، ٨٤، ٨٧، ١٢٢، ١٢٨، وعبد الرحمن ضعيف بل اتهمه بعضهم. =