للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فسكتت ثمَّ قالت: لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة: ذريني أتعبد الليلة لربي، قلت: والله إني لأُحب قربك وأُحب ما يسرك، قالت: فقام فتطهر ثمَّ قام يصلي قالت: فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت: وكان جالسًا فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت: ثمَّ بكى حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟ لقد أُنزلت عليَّ الليلة آية (آيات) ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ. . . الآية كلها}.


= وأخرجه ابن المنذر، والأصبهاني في "الترغيب"، وابن عساكر في (انظر "الدر" ٢/ ١١١).
ووقع في ابن كثير عزوه لابن أبي حاتم والصحيح أبو حاتم يعني ابن حبَّان وهو كذلك في طبعة الشعب.
التحقيق:
عمران بن موسى هو ابن مجاشع السختياني ثقة إمام حافظ (انظر "تاريخ جرجان" ص ٣٢٢، و"طبقات الحفاظ" ٢/ ٧٦٢)، وعثمان بن أبي شيبة ثقة حافظ له أوهام، ويحيى بن زكريا هو ابن أبي زكريا ثقة متقن، وإبراهيم بن سويد النخعي ثقة، وعبد الملك بن أبي سليمان صدوق له أوهام، وعطاء بن أبي رباح ثقة فقيه فاضل.
فالحديث من هذا الطريق حسن، وقد صححه ابن حبَّان.
وأما الطريق الثانية فرواتها ثقات إلا أبا جناب وهو يحيى بن أبي حية الكلبي، وقد ضعفوه لأجل تدليسه الشديد عن الضعفاء، قال يزيد بن هارون كان صدوقًا ولكن كان يدلس، وقال أبو نعيم: لم يكن بأبي جناب بأس إلا أنَّه كان يدلس، وقال ابن معين: ليس به بأس إلا أنَّه كان يدلس وفي رواية صدوق، وقال ابن نمير: صدوق صاحب تدليس أفسد حديثه بالتدليس، وقال أبو زرعة: صدوق غير أنَّه كان يدلس، وقال ابن خراش نحوه "التهذيب" ١١/ ٢٠١، ٢٠٣. ولذا قال الحافظ في "التقريب" ضعفوه لكثرة تدليسه وقد صرح بالسماع عند أبي الشيخ.
وعلى هذا فمتابعته جيدة لعبد الملك. =

<<  <  ج: ص:  >  >>