أسيد الساعدي قال:"سمع عثمان أن وفد مصر قد أقبلوا فاستقبلهم فلمَّا سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه فقالوا: ادع بالمصحف فدعا بالمصحف فقالوا له: افتح السابعة - وكانوا يسمعون سورة يونس السابعة -. فقرأها حتَّى أتى على هذه الآية {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} ... الحدث".
محمَّد بن إسحاق هو السَّرَّاج أبو العباس الحافظ الإمام الثقة شيخ خراسان، قال الخطيب: كان من المكثرين الثقات (انظر "تذكرة الحُفَّاظ" ٢/ ٧٣١، و "تاريخ بغداد" - ١/ ٢٤٨)، ويعقوب ثقة، والمعتمر وأبوه كذلك، وأبو نضرة هو المنذر بن مالك مثلهم، وأما أبو سعيد قال يحيى بن معين: أبو سعيد الرقاشي اسمه قيس مولى أبي أسيد. وسمي الدولابي أباه عبد الله (انظر "الكنى" ١/ ١٨٧، ١٨٨) وقال ابن أبي حاتم: قيس مولى حضين بن المنذر الرقاشي يكنى بأبي سعيد "الجرح والتعديل" ٧/ ١٠٦. ونحوه قال البُخاريّ "التَّاريخ الكبير" ٧/ ١٥١ ا. هـ. والذي أراه أنَّه هو نفسه مولى أبي أسيد وربما كانت هذه كنية حضين هذا، وربما كان هناك اختلاف في ولائه وقد روى عنه جماعة وسكت عليه ابن معين والبخاري وأبو حاتم وابنه فلا مانع من الاستشهاد بروايته إن لم تقبل وقد صححها ابن حبان. وقد أخرجه إسحق بن راهويه في "مسنده" ٢/ ٧٢٣ قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان فذكره بإسناده. وأخرجه الحاكم ٢/ ٣٣٩ من طريق المعتمر به وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وسكت الذهبي، وقال ابن حجر: رجاله ثقات سمع بعضهم من بعض "المطالب العالية" ٤/ ٢٨٣، ٢٨٦. وأخرجه ابن أبي شيبة والبيهقيّ في "سننه" وابن عساكر (انظر "الدر" ٣/ ٣٠٩).
وقوله وكانوا يسمون سورة يونس السابعة حكاية عن تسميتها بذلك في