فأقول تعقيبًا على ذلك: إن كلام الدَّارَقُطني يقتضي تخطئة إمامين جليلين بمجرد الظن، فأولًا: خطأ التمتام بقوله: يشبه أنَّ يكون كتب إسناد الأول ومتن الأَخير، ثم خطأ الوركاني بقوله: وقرأه على الوركاني فلم يتنبه إليه، والحديث ثابت في أصل تمتام وأصر عليه ولم يرجع عنه وحدث به في حضرة إسماعيل القاضي قال أَبو سهل: فحضرنا مجلس إسماعيل القاضي وموسى عنده - والمجلس غاص بأهله - فدخل محمد بن غالب فلما بصر به إسماعيل قال: إلي يا أبا جعفر إلى ووسع له معه على السرير، فلما جلس أخرج كتابًا فقال: أيها القاضى تأمله، وعرض عليه الحديث، وقال: أليس الجزء كله بخط واحد؟ قال: نعم قال: هل ترى شيئًا على الحاشية؟ قال: لا قال: فترضى هذا الأصل قال: أي والله قال: فلم أوذى وينكر عليَّ؟ فصاح موسى بن هارون وقال: الحديث موضوع قال: فحدث به محمد بن غالب بحضرة القاضي وهو ساكت ومازال القاضي يذكر من فضل محمد بن غالب وتقدمه. وفي رواية: قال الدَّارَقُطني: فقال إسماعيل القاضي ربما وقع الخطأ للناس في الحداثة، فلو تركته لم يضرك قال: لا أرجع عما في أصلي ا. هـ. وأقول: لم يكن الدَّارَقُطني حاضرا ذلك المجلس فالرواية الأولى أولى (انظر "تاريخ بغداد" و"سير أعلام النبلاء"). ولو كان لابد من الحمل على أحد في هذا الإسناد فيكون على حمَّاد بن يحيى لأنه صدوق يخطئ، فربما يكون اخطأ فأعطى المتن الثاني للإسناد الأول فحدث به الوركاني كما حدثه به على الصواب وسمعهما التمتام من الوركاني على ذلك. وإن لم أصب في هذه العلة فالحديث هذا إسناده حسن ولا غبار عليه وانظر حديث أَنس فيما يأتي في الباب. وفي الباب: ٩٢ - عن أَبى سعيد الخدرى: قال البيهقي في "الدلائل" ١/ ٣٥٨ حدَّثنا الإمام الطيب سهل بن محمد بن سليمان قال: حدَّثنا جعفر بن محمد بن مطر قال: أخبرنا الحسن بن بسطام الزعفراني قال: حدَّثنا محمد بن العلاء الهمداني قال: حدَّثنا معاوية بن هشام قال: حدَّثنا شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد قال: قال عمر بن الخطاب: "يا رسول الله أسرع إليك الشيب فقال: شيبتني هود وأخواتها الواقعة وعمَّ يتساءلون وإذا الشمس كورت". وفي إسناده عطية العوفي صدوق يخطئ كثيرًا وكان شيعيًا مدلسًا ومن تدليسه القبيح أنه كان يحدث على الكلبي الكذاب ويكنيه بأبي سعيد موهمًا أنَّه أبا سعيد الخدرى وربما كان =