للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(التفسير ٧/ ٣٧٠).

وذكر الحافظ قولًا - قال عنه: شاذ - أنه جميع القرآن (انظر الفتح ٢/ ٢٤٩). وأقول: هذا المراد به قوله: {كتاب فصلت آياته} ونحوها.

والدليل على القول الأول:

ما أخرجه أحمد ٤/ ٣٤٣، ٩ واللفظ له، وابن سعد ٥/ ٥١٠، وأبو داود ١/ ٢٢٠، وابن ماجه ١/ ٤٢٧، والخطابي في غريب الحديث ٢/ ٤٥٢ من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلي الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جده أوس بن حذيفة قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسلموا من ثقيف من بني مالك، أنزلنا في قبة له، فكان يختلف إلينا بين بيوته وبين المسجد، فإذا صلى العشاء الآخرة انصرف إلينا فلا يبرح يحدثنا، ويشتكي قريشًا ويشتكي أهل مكة، ثم يقول: "لا سواء، كنا بمكة مستذلين أو مستضعفين فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب علينا ولنا". فمكث عنا ليلة لم يأتنا، حتى طال ذلك علينا بعد العشاء قال: قلنا: ما أمكثك عنا يا رسول الله؟ قال: "طرأ عني حزب من القرآن فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه"، فسألنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أصبحنا، قال: قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ست سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من ق حتى تختم.

وهذا إسناد لا بأس به؛ عبد الله صدوق يهم، وعثمان سكت عنه البخاري وأبو حاتم وابنه، ووثقه ابن حبان، وروي عنه جماعة من الثقات، وهو من التابعين، وعده الحافظ من الثالثة، وسكت على حديثه هذا أبو داود، وقد تابعه على هذا الحديث عبد ربه بن الحكم عند ابن سعد ٥/ ٥١١، فصح الحديث إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>