وأما الثامنة فهي صحيحة محفوظة وهي الإسناد الذي ذكرنا أنه لشعبة آنفًا. وقد رواه عن شعبة غندر وأبو داود ومحمد بن المثنى ويحيى بن سعيد وحجاج فلا مجال للشك في ثبوته عنه (وأظن أن محمد بن المثنى ذكره خطأ وسقط من الحلية ٧/ ١٨١ قوله: عن محمد أي غندر كرواية النسائي ٣/ ٢٤٧، ولا يعرف لمحمد بن المثنى رواية عن شعبة). ولا مانع من أن يكون الحديث عند قتادة عن عزرة عن سعيد عن أبيه عبد الرحمن. وعن زرارة عن عبد الرحمن. وكلاهما سمعه منه شعبة. وأما رواية قتادة الأولى فمدلسة كما بينا والساقط منها عزرة كما بينته الرواية المذكورة آنفاً ثم إنه ستأتي طرق أخرى عن شعبة وقتادة فيما يأتي في الباب في حديثي عمران وابن أبي أوفى وفي المراسيل وهي لا تضر لأنها إما معلولة أو لا تعارض بينها وبين ما هاهنا. وخلاصة القول في حديث ابن أبزى: إنه ثابت عنه من طريقين: الأول سعيد ولده وهو محفوظ عنه من رواية ذر وعزرة وما سوى ذلك وهم أو فيه سقط. والثاني زرارة وهو محفوظ عنه من رواية قتادة. وقد قال الحافظ فيه إسناده حسن. (التلخيص ٢/ ١٩). وصحح العراقي إسناده (انظر التعليق المغني على الدارقطني ٢/ ٣٢). ملاحظات وفوائد: - قال أبو نعيم: حديث زبيد وسلمة مشهور ولشعبة فيه أقوال سبعة (الحلية ٧/ ١٨١)، وقد بينا أن ما قاله من شهرة حديث زبيد وسلمة هو الصحيح بالإسناد المتقدم وأما أقوال شعبة فبعضها وهم ممن روى عنه وبعضها ثابت لسعة حفظه رحمه الله. - وقال أبو نعيم أيضاً: وحديث قتادة عن زرارة مشهور (الحلية ٧/ ١٨١)، فإن أراد =