وقد عده الحافظ في الطبقة الثالثة من المدلسين المختلف في قبول روايتهم المعنعنة، وأظن أن الأقرب فيه قبول روايته إذا لم يخالف إذا عنعن عن الحسن، ولذا أخرجها مسلم في الصحيح، وقال أحمد عنه فيها: صالح كما تقدم، وصححها ابن خزيمة وابن حبان. ثم إنه قد تابعه غيره على الحديث بغير الشاهد عن الحسن فأمنا تدليسه، وربما كان هذا الحديث من الثلاثة التي سمعها من الحسن، أو من غير الأحاديث التي أوقف عليها. وأيضًا فالشاهد في الحديث قد جاء من غير طريقه كما في رواية إسحاق، وقتادة روايته عن عائشة مرسلة، فالأقرب أنه سمعه من الحسن عن سعد عنها كما في تخريج الطريق الأولى، فأرسله، وعتبة فيه كلام من جهة حفظه، ويقوي روايته هنا ثبوت أصل الحديث عن قتادة من غير طريقه.