وأما الطريق الثاني: ففيه متابعة لمالك بن مغول في ظاهر الأمر، ولكن أبا إسحق مدلس، وقد عنعنه، وقد رواه عنه زهير بن معاوية فأثبت بين أبي إسحق وعبد الله مالكًا، وجزم الترمذي بأن أبا إسحق دلس هذا الحديث، وهو إنما أخذه من مالك (انظر السنن ٥/ ٥١٥). والطريق الثالث: اختلف فيه على محمد بن جحادة فقال عبد الوارث: عن محمد عن رجل عن سليمان، وقال إسماعيل بن مسلم: عن محمد عن سليمان، وقد اختلف على عبد الوارث في هذا الحديث؛ فرواه عنه مسدد كما ذكرت آنفًا، ورواه عنه ابن عبد الصمد وأبو معمر عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة، عن حنظلة بن علي عن محجن بن الأدرع به نحوه وسيأتي فيما في الباب، ومع طرح الاختلافات، يسلم لنا الطريق الأول إلا أنه يبقى خلاف مالك وحسين المعلم على عبد الله بن بريدة، ولكن إذا رجحنا فرواية مالك أضبط، فهو أثبت من حسين، وحسين له أوهام، ثم إنه لم يختلف في الطرق المؤدية لمالك بخلاف حسين، ثم رواية محمد بن جحادة فيها متابعة له على جعل الحديث من مسند بريدة. وقد يقال: لعله ثابت من الطريقين، وهو عند عبد الله بالإسنادين على أنهما حديثان مختلفان، وهو غير مستبعد أيضًا. وفي الباب: ٢٠٩ - عن محجن بن الأدرع: ولكنه ليس فيه الشاهد. أخرجه أحمد ٤/ ٣٣٨، وأبو داود ١/ ١٥٦، والنسائي ٣/ ٥٢، وفي الكبرى (انظر التحفة ٨/ ٣٥٣)، والحاكم ١/ ٢٦٧ من طريق عبد الوارث عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن حنظلة بن علي عن محجن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد وهو يقول: اللهم إني أسألك بالله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم. قال: فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد غفر له قد غفر له قد غفر له"، ثلاث مرات. وقد تقدم الكلام عليه في التحقيق السابق، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت الذهبي.=