للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= السائب بن يزيد يقول: "عوذني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأُم الكتاب تفلاً". قال الدارقطني: تفرد به أبو لبابة عثمان بن فائد عن داود بن قيس الفراء عن السائب، وتفرد به سليمان بن عبد الرحمن عنه، انظر "تاريخ دمشق" ق ٣٩/أ/٧، وليس الأمر كما ذكر الدارقطني - رحمه الله - فلم يتفرد به أبو لبابة بل تابعه عبد الله بن يزيد. وأما رجال إسناد الدارقطني فشيخه قال عنه الخطيب كان ثقة "التاريخ" ١٠/ ٣٥٢، ووقع فى المخطوطة [ابن المهندس] وهو تصحيف والصواب ما أثبته. وِإسماعيل بن محمد العذري الذي يروي عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي هو أبو قصي واسم جده وقع هكذا في المخطوطة كما هو مثبت أعلاه، والذي في ترجمته إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن إِسماعيل بن مسروق العذري قال الذهبي المحدث العالم "سير أعلام النبلاء" ١٤/ ١٨٥. وذكره المزي في شيوخ سليمان واسم جده إسحاق كما هو في السير. وسليمان بن عبد الرحمن هو الدمشقي قال الحافظ: صدوق يخطئ وهو من رجال البخاري. وأما عثمان بن فائد فقال الحافظ: ضعيف وهو كما قال لأنه مجمع على ضعفه ولكنه ممن يمكن أن يستشهد به. وأما باقي رجال إسناد الطبراني فعبدان هو الإمام رحلة الوقت صدوق حافظ "تذكرة الحفاظ" ٢/ ٦٨٨.
وهشام بن عمار صدوق كبر فصار يتلقن، ولكن الراوي عنه حافظ كبير وهو من نفس طبقته. وعليه فالطريق إلى الراويين عن داود لا مطعن فيه، وانحصر الكلام في الراويين، وكل منهما تابع الآخر، ولكن النفس لا تطمئن لتحسينه إلا لكونه له شواهد في كل جزء منه.
فأضل الحديث في الصحيحين فقال البخاري: حدثنا عبد الرحمن بن يونس قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن الجعد قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: "ذهبت بي خالتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إِن ابن أختي وقع - قال الحافظ في الشرح الوقع وجع في القدمين -، فمسح رأسى ودعا لي بالبركة ... الحديث" "فتح البارى" ١/ ٢٩٦. وأخرجه في عدة مواضع وكذا أخرجه مسلم ولم يذكر فيه الرقية بالفاتحة. وأما كون الفاتحة رقية فقد مر كثير من ذلك في حديث أبي سعيد وعم خارجة وغيرهما. وكونه - صلى الله عليه وسلم - يرقي فثبت عنه أنه كان يعوذ الحسن والحسين وكان يجمع كفيه وينفث فيهما بالمعوذات وأنه رقى عدة من الصحابة بوضع يده وبريقه مع التراب وغير ذلك.
فالحديث حسن لغيره بهذا اللفظ وصحيح في الأصل حيث أخرجاه في الصحيحين كما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>