وهشام بن عمار صدوق كبر فصار يتلقن، ولكن الراوي عنه حافظ كبير وهو من نفس طبقته. وعليه فالطريق إلى الراويين عن داود لا مطعن فيه، وانحصر الكلام في الراويين، وكل منهما تابع الآخر، ولكن النفس لا تطمئن لتحسينه إلا لكونه له شواهد في كل جزء منه. فأضل الحديث في الصحيحين فقال البخاري: حدثنا عبد الرحمن بن يونس قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن الجعد قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: "ذهبت بي خالتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إِن ابن أختي وقع - قال الحافظ في الشرح الوقع وجع في القدمين -، فمسح رأسى ودعا لي بالبركة ... الحديث" "فتح البارى" ١/ ٢٩٦. وأخرجه في عدة مواضع وكذا أخرجه مسلم ولم يذكر فيه الرقية بالفاتحة. وأما كون الفاتحة رقية فقد مر كثير من ذلك في حديث أبي سعيد وعم خارجة وغيرهما. وكونه - صلى الله عليه وسلم - يرقي فثبت عنه أنه كان يعوذ الحسن والحسين وكان يجمع كفيه وينفث فيهما بالمعوذات وأنه رقى عدة من الصحابة بوضع يده وبريقه مع التراب وغير ذلك. فالحديث حسن لغيره بهذا اللفظ وصحيح في الأصل حيث أخرجاه في الصحيحين كما تقدم.