إن من تدبر هذه الآيات وما فيها من الأمر بإفراد الله تعالى بالخوف والرهبة إما تصريحًا بنفيها من غيره، وإما قصرًا وحصرًا بتقديم المعمول على العامل، وثنائه على عباده الصالحين من الأنبياء والملائكة والمؤمنين لتحقيقهم هذا الخوف، من تدبرها ظهر له جليًا أن هذا الخوف من خصائص الإله التي لا يجوز التوجه بها إلى غير الله سبحانه، وأن ذلك شرك لا يغفر الله لمن مات عليه.
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى:((وَقَالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ) الآية: (يخبر تعالى أنه لا إله إلا هو، وأنه لا ينبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له، فإنه مالك كل شيء وخالقه وربه).
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ:(فمن اتخذ مع الله ندًا يخافه هذا الخوف فهو مشرك).
فالسلف فهموا أن هذا الخوف عبادة، لا يجوز صرفه لغير الله تعالى.
نماذج من وقوع الناس في هذا النوع من الشرك في العصر الحديث:
أكثر من رأيت أنهم وقعوا في هذا النوع من الشرك: المتصوفة، والجهلة من الناس المتأثرين بالتصوف البغيض. فإننا قد علمنا سلفًا أن المتصوفة رفعوا