للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولياءهم فوق كل مخلوق، وجعلوا قدراتهم وطاقاتهم تفوق طاقة البشر، واعتقدوا فيهم اعتقادات فيها الكثير من الغلو والتجاوز، فاعتقدوا أن لهم التصرف في الكون والحياة تصرفًا كاملاً شاملاً، كإحياء الموتى وشفاء المرضى وإنزال المطر وهداية الضالين هداية التوفيق، وإضلال المهتدين بالسر والباطن، وحفظ العالم من الدمار، واعتقدوا أنهم يعلمون الغيب على وجه الإطلاق فلا يخفى عليهم شيء، وأنهم معصومون من الخطأ والخطايا، يقولون للشيء كن فيكون، وغير ذلك كثير.

فلما اعتقدوا ذلك كله في أوليائهم كان من الطبيعي ألا ينحرفوا عن هذا الخط الذي رسموه وساروا عليه، فجعلوا من أوليائهم أشياء مرهبة ومخيفة لترعب الآخرين وتخوف الناس الذين لا يمشون على هواهم، وصدهم عن بيان الحق في وقت الحاجة إليه، مستخدمين أسلوب القصص والحكايات الإرهابية التي ينتج من النظر فيها انبعاث مشاعر الخوف والرهبة في النفوس، مشابهين بذلك من قال الله فيهم: (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ).

وفيما يلي أشير إلى نماذج من تلك الحكايات الكاذبة:

١ - ذكر السبكي في طبقاته: أن محمد بن علي القشيري كان في مجلسه، فأساء معه شخص الأدب، فقال له الشيخ: (نعيت لي في هذا المجلس ثلاث مرات، فمات بعد ثلاثة أيام).

<<  <  ج: ص:  >  >>