٢ - وهكذا نقل السبكي عن أحد أصحاب أبي العباس الشاطر قال:(خرجت معه (الشاطر) من القاهرة إلى دمنهور، فلما طلعنا من المركب وكان فيها رفيق تاجر له في المركب فراش ونطع، فطلعنا بحوائج الشيخ أبي العباس، فلما انتهيت قال: انزل هات الفراش والنطع، فنزلت، فقال لي صاحبهما: هما لي، فعدت إلى الشيخ، فقال لي: عد إليه وقل له: هاتهما. فعدت، فأعاد الجواب، فأعادني ثالثًا، فأبى. فقال لي رابعاً: عد إليه وقل له: غرق الساعة في البحر لك مركب، وكل مالك فيها لم يسلم إلا عبد ومعه ثمانية عشر دينارًا فكان الأمر كذلك).
فهذه بعض القصص يروجونها بغية حمل الناس على الخضوع لهؤلاء الأولياء وتمكينهم من التصرف في أموال العامة وممتلكاتهم وإعطائهم كل ما يرغبون من غير مناقشة أو مجادلة أو اعتراض، ومن أبى فليس أمامه إلا الهلاك السريع والدمار الفجيع أو ذهاب الأموال.
٣ - يقول المناوي:(ليحذر الناظر في تضاعيف الكتاب ويلزم الأدب، فلا ينكر فيحل به العطب).