للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغائبين، وحثوا أتباعهم على التوجه إليهم بالحاجات، حتى إن بعضهم يصرح لبعض أتباعه بأنه قريب ممن آمن به، فكأنه يريد أن يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ).

قال الدسوقي مخاطبًا تلميذه: (يا ولدي، إن صح عهدك معي فأنا منك قريب غير بعيد، وأنا في ذهنك، وأنا في سمعك، وأنا في طرفك، وأنا في جميع حواسك الظاهرة والباطنة، وإن لم يصح عهدك لا تشهد مني إلا البعد).

ولا يخفى أن نتيجة الاعتقاد بأن الشيخ معك أينما كنت هي ألا تقصد غيره بالحاجات والرغبات، وهو المقصود بصحة العهد.

وينقل آخر عن كرامات الدباغ: أن بعض الناس كان أسلفني دراهم وترك دراهم أخر أمانة عندي، ثم قام ليأخذ سلفه وأمانته، ولم يكن عندي شيء مما أسلفني ولا تيسر لي ما أبيعه في قضائه، وكنت أظنه بطيء الاحتجاج له، فأخرجت له الأمانة، وجعلت أذكر الشيخ بقلبي لكي لا يذكر لي السلف، فسكت ولم يذكر لي ذلك إلى الآن، وذلك نحو الستة أشهر، مع أنه قدم ليأخذ الأمرين لا محالة).

يقول الشعراني عن أحد شيوخه: (ولقد قصدته في حاجة وأنا فوق سطوح مدرسة أم خونذ بمصر، فرأيته خرج من قبره يمشي من دمياط وأنا أنظره إلى أن

<<  <  ج: ص:  >  >>