للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الداعي دعاء المسألة عابد لله تعالى بسؤاله، ورغبته، والتضرع إليه، والابتهال إليه، والانطراح بين يديه، وهو يرجو قبول دعوته وقضاء حاجته، وهو مع ذلك خائف من طرده، وعدم قبول دعوته، فهذا هو لب العبادة ومخها وروحها وحقيقتها. فالآيات التي ورد فيها الدعاء مراداً به دعاء المسألة تدل هذه الآيات بطريق التضمن على دعاء العبادة.

وأما إذا أريد بالدعاء دعاء العبادة، فإنه يدل على دعاء المسألة بطريق دلالة الالتزام. وذلك؛ لأن العابد لله تعالى ـ كالذي يذكر الله مثلاً ـ فهو في الحقيقة سائل وإن كان لا يأتي بلفظ السؤال، كالذي يطوف على بعض الأبواب والأسواق ليدعو الناس، يكون سائلاً وإن حذف لفظ السؤال.

والخلاصة: أن معنى دعاء العبادة بعبارة أخرى: هو العبادة نفسها، فيكون الدعاء والعبادة اسمين مترادفين لمسمى واحد.

وأما دعاء المسألة: فمعناه: النداء والاستمداد والاستنصار والاستغاثة لدفع الضر وجلب النفع، قولاً، وسؤالاً، وطلبًا باللسان، ثم دعاء المسألة ـ فوق الأسباب ـ مخ العبادة، فإذا أردنا من الدعاء: دعاء العبادة يكون الدعاء بعينه العبادة، وهما شيء واحد؛ كالأسد والغضنفر، وغيرهما من المترادفات.

وأما إذا أردنا من الدعاء: دعاء المسألة ـ فإن كان فيما فوق الأسباب ـ

<<  <  ج: ص:  >  >>