قال ابن كثير:(هذه الآية فيها توجيه من الله ـ تعالى ـ لنبيه صلى الله عليه وسلم بأن يقول للمشركين أنه لا يصلي إلا لله، ولا يذبح إلا له، وأن محياه ومماته كل ذلك لله وحده لا شريك له، بخلاف المشركين، فإنهم كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها، فأمره الله ـ تعالى ـ بمخالفتهم، والابتعاد عما هم عليه والإقبال بالقصد والنية والعزم والإخلاص لله تعالى).
قال الفضيل بن عياض: ـ في بيان معنى (أَحْسَنُ عَمَلًا) ـ: هو أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصاً صوابًا، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة، ثم قرأ قوله تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) ... فلا يمكن أن يكون العمل خالصًا إلا إذا جرد الإنسان المتابعة للكتاب والسنة في عبادته، واقتفى ما خط له فيهما، فقبول الأعمال مرهون وموقوف بصدق الإخلاص.