ويقول بعضهم: المخلص هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس، من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله.
ولا شك أن الإخلاص يحتاج إلى مجاهدة كبيرة حتى يناله العبد تماماً، فإن النفس الأمارة بالسوء تشين الإخلاص في قلوب المكلفين، وكما يقول ابن القيم:(وتريه صورة الإخلاص في صورة ينفر منها، وهي الخروج على حكم العقل المعيشي، والمداراة والمداهنة التي بها اندراج حال صاحبها ومشيه بين الناس، فمتى أخلص أعماله ولم يعمل لأحد شيئًا تجنبهم وتجنبوه، وأبغضهم وأبغضوه ... ).
فالسلف كانوا يجتهدون غاية الاجتهاد في تصحيح نياتهم ويرون الإخلاص أعز الأشياء، وأشقها على النفس، وذلك لمعرفتهم بالله، وما يجب له، ويعلل الأعمال وآفاتها، ولا يهمهم العمل لسهولته عليهم، وإنما يهمهم سلامة العمل وخلوه من الشوائب المبطلة لثوابها أو المنقصة له، فقلب الإنسان هو الأساس في عبادة الله ـ تعالى ـ وهو موضع نظر الله تعالى، ومحل عنايته، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق ذكره.
والذي نخلص إليه مما تقدم أن الإنسان مأمور أن يصفي وينقي عمله من جميع شوائب الشرك، وأن يفعل كل الطاعات على وجه الإخلاص ولابد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: (فكل ما يفعله المسلم من القرب الواجبة والمستحبة كالإيمان بالله، ورسوله، والعبادات البدنية، والمالية، ومحبة الله ورسوله، والإحسان إلى عباد الله بالنفع، والمال هو مأمور بأن يفعله