للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرض كانوا كفارًا سوى إبراهيم الخليل وامرأته وابن أخيه لوط، وكان الخليل هو الذي أزال الله به تلك الشرور، وأبطل به ذلك الضلال).

وكان قوم إبراهيم ـ أهل بابل ـ ينحتون من الخشب والحجارة، ويصورونها ويجعلونها أصنامًا، كما بيَّن الله سبحانه وتعالى في كتابه حكاية عن إبراهيم: (أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (٩٥) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (٩٦)، وقوله تعالى: (إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (٥٢)، وقوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً)، وقال: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إبراهيم إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (٤١) إِذْ قَالَ لابِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (٤٢).

والمقصود: أن في زمان إبراهيم كان الناس يعبدون الكواكب كما كان الناس في زمن نوح يعبدون تماثيل الصالحين، لكن الناس في عهد إبراهيم عبدوا الأصنام والكواكب.

وذكر الرازي السبب الذي دعا الناس إلى عبادة هذه الأجرام السماوية، فقال: (إن الناس رأو تغييرات أحوال هذا العالم مربوط بتغييرات الكواكب، ثم إنهم رصدوا أحوال سائر الكواكب فاعتقدوا أن ارتباط السعادة والنحوسة في الدنيا بكيفية وقوعها في طوالع الناس، فلما اعتقدوا ذلك بالغوا في تعظيمها، فمنهم من قال: إنها أشياء واجبة الوجود لذاتها، وهي التي خلقت

<<  <  ج: ص:  >  >>