للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقنعهم بكل وسائل الإقناع، لم يحل من قومه بطائل، وجفاء قومه، وألقوه في النار، فجعلها الله تعالى بردًا وسلامًا عليه، وهدده أبوه بأن يرجمه إذا استمر على جحد الأصنام، ولم يؤمن له من قومه سوى زوجته سارة ولوط بن هاران ابن أخيه، فتبرأ إبراهيم من أبيه، ولم يطلب له المقام بين أهله وقومه، فذهب إلى ديار الكلدانيين، ثم حران، ثم رحل إبراهيم بعد ذلك إلى فلسطين غريباً ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط، كما قال تعالى: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

وسكن إبراهيم عليه السلام ولوط عليه السلام في تلك الأنحاء وكانت أرض الكنعانيين، ولكنه لم يطل المقام، بل انتقل إلى مصر، وذلك في عهد جبار من الفراعنة، فأظهر أن التي معه أخته، وأراد الملك أخذها زوجة ولكنه فشل ـ بفضل الله وبعونه ـ، بل زيادة عليه أخدمها هاجر، فأعطتها لإبراهيم، فلما دخل بها أتت منه بغلام هو إسماعيل عليه السلام، فأسكنه إبراهيم عليه السلام عند بيت الله المحرم، ثم عاد يسكن بالشام.

بيان مذهب الصابئة:

فيما يلي بيان مذاهب الصابئة؛ حتى يتضح موقف إبراهيم عليه السلام وبيان ما كان عندهم من أنواع الشرك.

هذه المذاهب كانت في القديم من أعظم الأديان انتشارًا في العالم، وكان منشؤها العراق وكعبتها حران، وهي في الأصل دين الكواكب السبعة والاثني عشر، ولتلك الكواكب هياكل مخصوصة، وهي المتعبدات الكبار يصورون

<<  <  ج: ص:  >  >>