كثير من السلف هؤلاء الجهمية ـ الذين يزعمون أن الله بذاته في كل مكان ـ فالذين لا يثبتون الوجود لله مجرداً عن خلقه أشد كفرًا من أولئك الجهمية، بل إن إلحاد هؤلاء المتأخرين وتجهمهم وزندقتهم تفريع وتكميل لإلحاد هؤلاء الجهمية الأولى وتجهمهم وزندقتهم.
٤) قد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن الخالق تعالى بائن من مخلوقاته، ليس في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا في مخلوقاته شيء من ذاته، والسلف والأئمة كفروا الجهمية لما قالوا: من أنه في كل مكان وكان مما أنكروه عليهم: أنه كيف يكون في البطون، والحشوش، والأخلية؟ تعالى الله عن ذلك، فكيف بمن يجعله نفس وجود البطون، والحشوش والأخلية، والنجاسات والأقذار! ؟
واتفق سلف الأمة وأئمتها: أن الله ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وقال من قال من الأئمة: من شبه الله بخلقه فقد كفر، فكيف من جعله عين المخلوقات، وجعله نفس الأجسام المصنوعات؟ فتعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
وطائفة الحلولية: ترى أن التوحيد على ثلاثة أقسام: توحيد العامة وتوحيد الخاصة، وتوحيد خاصة الخاصة. ويريدون بتوحيد العامة قول: لا إله إلا الله، هذا هو التوحيد الظاهر الذي يصح بالشواهد، والشواهد هي الرسالة.
ويريدون بتوحيد الخاصة: الذي يثبت بالحقائق وهو إسقاط الأسباب