كتابه (الدين) عند تعليقه على العصر الفرعوني ما ملخصه: إن الأوراق المحفوظة في برلين ولندن تدل على أن المصريين منذ القدم كانوا يعرفون الإله الأحد الغيبي الأزلي لا تصوره الرسوم ولا تحصره الحدود، غيرأن تلك العقيدة كانت مشوبة عند العامة بفكرة أن هذا الإله يتمثل أو يتجسد أو يحل سره في بعض الكائنات الممتازة؛ من إنسان، أوحيوان، أو جماد، فكانوا يعتقدون أن قوة التدبير في الملوك، وقوة الإخصاب النباتي في النيل، وقوة الإخصاب الحيواني في العجل (أبيس) مستمدة بتلقيح شعاع الشمس مثلاً، وأن هذه الكائنات الخاصة أهل للتقديس والعبادة بفضل تلك الصلة السرية بالإله الأعلى.
وأصحاب هذا القول يردون على أصحاب القول الأول: بأنهم لم يكونوا وثنيين، بل كانت عقيدة التوحيد هي الأصل، وإنما كانوا يأخذون آلهة متعددة على أنها رموز فقط تدل على صفات الإله الواحد؛ أي أنها كانت رموزًا مجازية تدل على صفات وحقائق إلهية، فإن عوام المصريين القدماء لم يعبدوا هذه الأشياء لذواتها، وإنما جعلوها رمزًا لذلك الإله القادر الذي حلت ـ على زعمهم ـ روحه، وظهرت آثاره فيها، وهذا من فعل الكهنة في دور من أدوار