الديانة المصرية؛ وهو الدور الرمزي المعدد للآلهة، هكذا تطور الدين من عبادة الإله ... في أول أمره في شخص أتون ثم رع أو قرص الشمس وفي شخص آمون وبقية مظاهر الطبيعة ثم الملوك والعظماء، ولهذا نرى الملوك في المعابد الكبرى ماثلين في العبادة أمام أتون أو رع أوآمون، كما نرى في بعض حوائط المعابد الصغيرة صور الفراعنة ولها الصف الأول حتى قبل الآلهة، بل نراها تتقبل العبادة ولها اختصاصات الآلهة، ولم يلبث ذلك الدين الذي بدأ بالتوحيد أن انتهى بالشرك والوثنية التي خالطت العبادة على يد الكهنة أخيرًا من أحط الحيوانات وأحقر الحشرات والهوام.
وإنما أطلتُ في نقل هذه النصوص توخيًا للكشف عن هذه الديانة المصرية التي كانت تسود مصر القديمة، وإن كنا لا نوافق على كل ما جاء في هذا الكلام من اعتبار هذه المظاهر المتعددة رموزًا لإله واحد، فالحق: أن المصريين في انحدارهم من التوحيد إلى الوثنية اتخذوا آلهة متعددة، كل منها إله قائم بذاته في أوصافه وخصائصه، وإن كان هذا لا يمنع من اعتقادهم بإله هو كبير هذه الآلهة؛ بدليل ما جاء في أناشيدهم من مناجاة وأدعية لهذا الإله، نعم لقد صدق فيما قاله المؤرخون بأن الملوك كان لها الصف الأول قبل الآلهة من حيث العبادة والتقديس، ولقد يشهد لهذا قوله تعالى حكاية عن فرعون