للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصورهم في فهم التوحيد.

وهذا الأمر يتطلب معرفة حقيقة التوحيد لدى الفريقين.

فحقيقة التوحيد عند السلف: إثبات صفات الكمال له، وإثبات كونه فاعلاً بمشيئته وقدرته واختياره، وأن له فعلاً حقيقة، وأنه وحده هو الذي يستحق أن يُعبد ويُدعى، ويُخاف، ويُرجى، ويُتوكل عليه؛ فهو المستحق لغاية الحب بغاية الذل، وليس لخلقه من دونه وكيل ولا ولي ولا شفيع، ولا واسطة بينه وبينهم في رفع حوائجهم وفي تفريج كرباتهم وإجابة دعواتهم.

وذلك بأن ترى الأمور كلها من الله تعالى رؤية تقطع الالتفات عن الأسباب والوسائط، فلا ترى الخير والشر إلا منه، وهذا الأمر يثمر التوكل وترك شكاية الخلق وترك لومهم، والرضاء عن الله، والتسليم لحكمه، فبذلك يعبده سبحانه عبادة يفرده بها ولا يعبد غيره. وهذا كله يتضمن شيئين:

١ - توحيده بالإرادة والقصد بحيث يكون هو الغاية دون سواه (توحيد الألوهية).

٢ - توحيده بالاستعانة والتوكل بحيث لا يتعلق القلب في جلب النفع أو دفع الضر بسواه.

وبمقابل ذلك إذا رأينا إلى حقيقة التوحيد عند الأشاعرة والماتريدية نراهم يقولون: إن حقيقة التوحيد هو (اعتقاد عدم الشريك في الألوهية ...

<<  <  ج: ص:  >  >>