وأرادوا الألوهية ـ كما صرحوا به ـ بأنه وجوب الوجود والقدم الذاتي بمعنى عدم المسبوقية بالغير وبخواصها مثل: تدبير العالم وخلق الأجسام واستحقاق العبادة والقِدم الزماني مع القيام بنفسه.
فظنوا أن التوحيد هو مجرد اعتقاد وحدانية الله في ذاته وصفاته وأفعاله، وأن ذلك مفهوم الألوهية، كما قال بعضهم:(لما ثبت وحدانيته في الألوهية ثبت استناد كل الحوادث إليه، والألوهية: الاتصاف بالصفات التي لأجلها استحق أن يكون معبودًا وهي صفاته التي توحد بها سبحانه، فلا شريك له في شيء منها، وتسمى خواص الألوهية، ومنها الإيجاد من العدم، وتدبير العالم والغنى المطلق عن الموجب والموجد في الذات وفي كل من الصفات، فثبت افتقار الحوادث في وجودها إليه).
ومن كلامهم يظهر جليًا: أن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله هو اعتقاد تفرد الله ووحدانيته في ذاته وصفاته وأفعاله، فلا فرق عندهم بين الإله والرب، ولا بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، بل هما بمعنى واحد، بل يظنون أنهما وصفات مترادفان، فبهذا التزموا أنه لا شرك بالتقرب إلى غير الله بالعبادة إلا إذا تضمن اعتقاد استحقاق المعبود للعبادة من دون الله، وأن المعبود متفرد بالخلق والتدبير، ولهذا لم يكن عندهم شرك في الطلب والعبادة إلا باعتقاد ما يضاد حقيقة الوحدانية لا بمجرد الشرك باتخاذ