٢ - وقيل إن بينهما فرقًا، ثم اختلفوا في تحديد هذا الفرق على سبعة أقوال متباينة، ولا يمكن ترجيح بعض هذه الأقوال بالرجوع إلى نصوص الكتاب والسنة، ولا بالنظر إلى استعمالات معاجم اللغة، ولكن الذي يظهر ـ والله أعلم ـ أنهما إذا افترقا اتحدا، وإذا اجتمعا اختلفا، وتحديد الخلاف عند اجتماعهما يكون على اعتبارات.
ومهما تكن من فرق بين الأصنام والأوثان والأنصاب والتماثيل في المادة والهيئة، فغرض الوثنيين منها واحد وهو عبادتها من دون الله ـ تعالى ـ على أي كيفية كانت، وعلى أي صورة وجدت، ولقد انتشرت عبادة الأصنام والأوثان والأنصاب والتماثيل بين الجاهليين من العرب انتشاراً هائلاً، ولقد اعتنى العلماء ببيان أوثانهم وأصنامهم اهتماماً بالغاً، ولعل أبرز من كتب في هذا الموضوع ابن إسحاق في سيرته، ولكنه لم يوف الموضوع حقه؛ إذ كان جل اهتمامه في بيان السيرة النبوية.
وجاء بعده ابن الكلبي وكتب كتابًا جامعًا وسماه بكتاب الأصنام، اهتم بذكر أغلب هذه المعبودات الأرضية التي لا تعقل عن عابديها شيئًا، ثم ذيله بعض المتأخرين بتكملة، فجاء الكتاب حافلاً بأغلبها والتي فاتها ابن الكلبي.