ولعل من أحسن ما كتب فيه من المتأخرين كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي حيث توسع فيه أيما توسع، وذكر كل ما ذكر في كتب المعاجم وكتب أحوال العرب، فأجاد وأفاد.
وفيما يلي سأشير إلى بعض هذه المعبودات وعابديها بإيجاز.
سبق معنا ذكر بعض الأصنام وعابديها في ذكر أول من روج الشرك في العرب، فقد ذكرنا منها:
١ - اللات بالطائف: وكان سدنتها من ثقيف بنو عتاب بن مالك، وكانت قريش وجميع العرب تعظمها. وكانت في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى. وهي التي ذكرها الله في القرآن فقال:(أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى).
٢ - العزى: وكان الذي اتخذه ظالم بن أسعد، وكانت بواد من نخلة الشامية، وكانت العرب وقريش تسمي بها (عبد العزى)، وكانت أعظم الأصنام عند قريش، وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبح، وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول: واللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى، فإنهن الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى.
وكانوا يقولون: بنات الله وهن يشفعن إليه ... وكانت قريش قد حمت لها شعبًا من وادي حراض يقال له سقام، يضاهون به حرم الكعبة، وكان لها منحر ينحرون فيه هداياها، يقال له الغبغب، فكانوا يقسمون لحوم هداياهم فيمن حضرها وكان عندها. وكانت قريش تخصها بالإعظام.