٩ - إساف ونائلة: صنمان من أصنام قريش، حيث يقال إنهما جاءا لطواف بيت الله، فهمّا أن يفجرا في الحرم فمسخا حجرين فوضعا عند الكعبة، ثم أخرجا منها فنصبا على الصفا والمروة مقابل البيت من أجل أن يتعظ بهما الناس، ويكونا عبرة لكل معتبر، فلما طال مكثهما، وعبدت الأصنام، وصارا صنمين يعبدان فيما يعبد من أصنام.
وقد ذكرنا أن الذي حولهما صنمين هو عمرو بن لحي حيث راح يدعو الناس إلى عبادتهما، وجاء بعده قصي بن كلاب فحول هذين الصنمين عن موضعهما، وصار يذبح عندهما في المكان الذي فيه بئر زمزم، وعلى أثر ذلك راح الناس يطوفون بإساف ونائلة بادئين بالأول ومنتهين بنائلة، ثم كانوا بعد ذلك يحلقون رؤوسهم عندهما، ويهدون إليهما النذور ويذبحون العتائر بإزائهما في المكان الذي يقال له الحطيم.
وقيل: إن إسافًا ونائلة صنمان قديمان في البيت، عبدا منذ القدم، ولا يصح قول من قال: إن إسافًا فجر بنائلة أو هم بالفجور، كما قيل، ولكنه مخالف لما روته عائشة، وقد سبق بيانه.
وقد وصف الأزرقي هذين الصنمين فقال: إنهما كانا يرتديان ثوبًا، فإذا ما