وتابع الإسماعيلية المعاصرون منهج أسلافهم في تأويل هذه العقائد ـ التي هي أفعال الله جل وعلا ـ ومقابلتها بالسخرية والاستهزاء حيث يقولون:(إن القول بالبعث مهزأة ... وأن المؤمن الحقيقي هو من يؤول الوحي الإلهي على طريقتهم، وأما من يتبع الشرائع المنزلة وأحكامها على ظواهرها فليس هو إلا كافرًا وحمارًا).
وقصروا البعث على (انتباه النفوس من غفلتها لتتلقى العلوم والمعارف التي تهذبها وتنقيها من أدران عالم الكون والفساد؛ لتتمكن من اللحاق بالنفس الكلية التي حيث السعادة والهناء السرمدية).
كما يؤكد الإسماعيلية المعاصرون ما ذهب إليه أسلافهم من إنكار للمعاد، فهذا مصطفى غالب يقول بصراحةٍ:(إن الإنسان بعد موته يستحيل عنصره الترابي (جسمه) إلى ما يجانسه من التراب، وينتقل عنصره الروحي (الروح) إلى الملأ الأعلى، فإن كان الإنسان في حياته مؤمناً بالإمام فهي تحشر في زمرة الصالحين وتصبح ملكًا مدبرًا، وإن كان شريرًا عاصيًا لإمامه حشرت مع الأبالسة والشياطين. وهم أعداء الإمام).
وقد بين الغزالي عقيدتهم في المعاد، فقال:(وأما المعاد فأنكروا ما ورد به الأنبياء، ولم يثبتوا الحشر والنشر للأجساد، ولا الجنة والنار، ولكن قالوا: معنى المعاد عود كل شيء إلى أصله ... ).
وتبعًا لإنكارهم للمعاد أنكروا الثواب والعقاب، يقول مصطفى غالب: