للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها المُفَسِّرُ معنى الآيةِ مِنْ خلال جُملةٍ مِنْ المصادرِ، والتي بحثها العلماءُ تحتَ: (مصادرِ التَّفسيرِ، ومآخذِه، واستمدادِه، ووجوهِ بيانِه، وطرقِه) (١)، وهي في جُملَتِها لا تخرجُ عن أَدِلَّةِ المعاني كما سيتبيّن، ومِن ثَمَّ يجتمعُ هذان الوصفان في هذه الموضوعاتِ؛ فهي (مصادرُ للتَّفسيرِ) باعتبارِها مورِداً للتَّعَرُّفِ على المعنى وتبيينِه، وهي أيضاً (أدِلَّةٌ للمعاني) باعتبارِها طُرُقاً لإثباتِ صِحَّةِ دلالةِ تلك الألفاظِ على المعاني أو إبطالِها. ومِثْلُها في ذلك الأدِلَّةُ المُعتَبَرةُ للأحكامِ الشَّرعيَّةِ: «القرآنُ، والسُّنَّةُ، والإجماعُ، والقياسُ»؛ فهي مصادرُ لمعرفةِ الأحكامِ الشَّرعيَّةِ، كما أنَّها أدِلَّةٌ لتصحيحِ تلك الأحكامِ وقبولِها، أو إبطالِها ورَدِّها. (٢)

كما بُحِثَت أيضاً جُملَةٌ مِنْ تلك الأدلَّةِ ضمن: (أدواتِ التَّفسيرِ، وآلاتِه، وشروطِ المُفَسِّر) (٣)؛ وذلك باعتبارِها عُدَّةَ المُفَسِّر ومؤَهِّلاتِه للأخذِ في التَّفسيرِ؛ بالاستمدادِ مِنْ مصادرِه، والاستدلالِ على معانيه. وهي بهذا الاعتبارِ سابقةٌ لمرحلتَيْ: بيانِ المعنى مِنْ مصادرِه، وإقامةِ الدَّليلِ عليه.


(١) ينظر: جامع البيان ١/ ٦٧، والنكت والعيون ١/ ٣٦، ومجموع الفتاوى ١٣/ ٣٦٣، والبرهان ٢/ ١٥٦، وتفسير ابن كثير ١/ ٦، والإتقان ٦/ ٢٢٧٤، والتحرير والتنوير ١/ ١٨، والتفسير والمفسرون ١/ ٤٢، ١٠٩، وبحث «مصادر التَّفسير»، مجلة الحكمة ٢٦/ ٦١، والمُفَسِّرُ شروطه وآدابه ومصادره (ص: ٣٥٥).
(٢) ينظر: الرسالة (ص: ٢٢١)، ومجموع الفتاوى ٧/ ٤٠، وعلم أصول الفقه، لعبد الوهاب خلاَّف (ص: ٢٠).
(٣) ينظر: مقدمة جامع التفاسير (ص: ٩٣)، والتسهيل ١/ ١٥، والبحر المحيط ١/ ١٠٥، والإتقان ٦/ ٢٢٧٥، والمُفَسِّرُ شروطه وآدابه ومصادره (ص: ٩٩).

<<  <   >  >>