للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالإباحةِ قالَ الشافعيُّ (١)، ويدلُّ له ما رُوي أنَّ عبدَ اللهِ بنَ مُغَفَّلٍ أصابَ جرابَ شَحْمٍ (٢) يومَ خَيْبَر، ورآه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وأقرَّهُ على أخذه، ولم ينهَه (٣).

* واتفق عامةُ أهلِ العلمِ على أن المرادَ بأهلِ الكتاب اليهودُ والنصارى من بني إسرائيلَ والرومِ والحبشة، ومنهم السامرةُ (٤)؛ لما روي (٥): أن عاملًا لعمرَ كتبَ إليه: إن ناسًا من قِبَلِنا يُدْعَوْنَ السّامِرَةَ، يسبِتون يومَ


(١) وهو مذهب الحنفية والحنابلة. انظر: "الأم" للإمام الشافعي (٢/ ٢٤٣)، و"المجموع" للنووي (٩/ ٦٧)، و"أحكام القرآن" للجصاص (٤/ ١٩٣)، و"المغني" لابن قدامة (٩/ ٣٦٠).
(٢) جراب شحم: الجِرابُ: المِزْوَد، أو الوعاء. جمعُه: جُرُب وجُرْب، وأَجْرِبَة. "القاموس" (مادة: جرب) (ص: ٦٣).
(٣) رواه مسلم (١٧٧٢)، كتاب: الجهاد والسير، باب: جواز الأكل من طعام الغنيمة في دار الحرب.
(٤) قال الشافعي: إن وافقت السامرة اليهود في أصول العقائد حلت ذبائحهم ومناكحتهم وإلا فلا. انظر: "المجموع" للنووي (٩/ ٧٦).
والسامرة: فرقة من اليهود، وإليها ينسب السامري، لا يؤمنون بنبي غير موسى وهارون ويوشع وإبراهيم فقط، ويخالفونهم في القبلة، فاليهود تصلي إلى بيت المقدس، والسامرة تصلي إلى جبل عزون ببلد نابلوس، وتزعم أنها القبلة التي أمر الله موسى أن يستقبلها، وأنهم أصابوها وأخطأتها اليهود، وأن الله أمر داود أن يبني بيت المقدس بجبل نابلوس، وهو عندهم الطور الذي كلم الله عليه موسى، فخالفه داود وبناه بمايليا، فتعدى وظلم بذلك، ولغتهم قريبة من لغة اليهود وليست بها، وهم فرق كثيرة تشعبت عن فرقتين دوسانية وكوسانية.
انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (١٢/ ٢٩٣)، و"الملل والنحل" للشهرستاني (١/ ٢١٨)، و"أحكام أهل الذمة" لابن القيم (ص: ٢٢٩).
(٥) في "أ": "لما روى ابن عباس"، والصواب المثبت، كما في "ب"، و"السنن الكبرى" للبيهقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>