للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(من أحكام السَّلام)

٨٦ - (٢٨) قولهُ جَلَّ جَلالهُ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء: ٨٦].

* أمرنا اللهُ سبحانه في هذه الآية بردِّ التحيَّةِ، فروى ابنُ وهبٍ وابنُ القاسِمِ عن مالكٍ: أنَّ التحيةَ هنا تشميتُ العاطِسِ، والردُّ على المُشَمِّتِ (١).

ولا شكَّ في ضَعْفِه.

وحكي عن الحنفيةِ أنَّ المرادَ بالتحية الهَديَّةُ، لقوله تعالى: {أَوْ رُدُّوهَا} استدلالاً بأنَّ السلامَ لا يمكن رَدُّهُ بعينِه، بخِلاف الهِبَةِ والهَدِيَّةِ (٢).


= الشافعية. انظر: "شرح مسلم" للنووي (١٣/ ٩)، و"مغني المحتاج" للشربيني (٤/ ٢٦١)، و"أحكام القرآن" لابن العربي (٢/ ٤٤٠)، و"الذخيرة" للقرافي (٣/ ٣٨٩)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٢/ ٢٢)، و"المغني" لابن قدامة (٩/ ١٧٤)، و"مطالب أولي النهى" للرحيباني (٢/ ٤٩٨).
(١) انظر: "أحكام القرآن" لابن العربي (١/ ٥٨٩)، و"المحرر الوجيز" لابن عطية (٢/ ٨٧).
(٢) ونسب هذا القول إلى الإمام مالك، انظر: "بدائع الصنائع" للكاساني (٦/ ١٢٨)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٥/ ٢٩٨)، و"فتح الباري" لابن حجر (١١/ ١٣).
وأنكر العيني نسبة هذا القول إلى الحنفية. انظر: "عمدة القاري" للعيني (٢٢/ ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>