* جعل اللهُ سبحانَهُ في هذهِ الآيةِ لِوَلِيِّ المَقْتول ظُلْمًا سلطانًا، أَيْ: حُجَّةً وبُرهانًا على قَتْلِ القاتِلِ، وحَرَّمَ الله تَعالى عليهِ الإسرافَ في القَتْلِ، وهوَ أَنْ يأخذَ أكثرَ مِمَّا لهُ؛ بأنْ يقتلَ غيرَ القاتِل، أو يعذبَ القاتِلَ في القَتْلِ، أو يَقْتُلَهُ بما هو أغلظُ في القَتْلِ، أي: في الآلةِ التي قَتَلَ بِها.
* وفي الآية دَلالَةٌ على أن للولي أن يقتلَ بنفسِهِ؛ لأنَّ بذلكَ يُتَصوَّرُ النَّهْيُ عنِ الإسرافِ، ويتمُّ بهِ السلطانُ.
وقد اتفقَ الناسُ على ذلكَ في القتل (١).
وأَمَّا في الجُروح، ففيهِ خِلافٌ عندَ الشافعية، منهم من جعلَهُ كالقتل،
(١) انظر: "المغني" لابن قدامة (٨/ ٢٤٣)، و "كشاف القناع" للبهوتي (٥/ ٥٣٧)، و"الحاوي الكبير" للماوردي (١٢/ ١٠٩)، و "مغني المحتاج" للشربيني (٤/ ٤٢)، و "الاستذكار" لابن عبد البرّ (٨/ ١٧٢)، و "حاشية الدسوقي" (٤/ ٢٥٦)، و"بدائع الصنائع" للكاساني (٧/ ٢٤٣).