* أعلَمَنا اللهُ -جَلَّ جَلالُهُ- منزلةَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فتولى الصَّلاةَ بِنَفْسِهِ عليهِ -تبارَكَ وتَعالى- وشَرَّفَ بها مَلائِكَتَهُ، كما قَرَنَ صَلاَتهُم بصلاتِه -جَلَّ ثناؤُه-، ثم أمرَنا بالصَّلاةِ والسَّلامِ عليهِ - صلى الله عليه وسلم -، وجعلَ ذلكَ منْ أشرفِ الطَّاعاتِ وأَفْضَلِها لدَيْه -جَلَّ ثناؤُه سُبْحانَهُ-.
* وقد بيَّنَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كيفيةَ الصلاةِ عليه.
روى عبدُ الرحمنِ بنُ أبي ليلى عَنْ كَعب بنِ عُجْرَةَ قال: لما نزلتْ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)} [الأحزاب:٥٦]، قال: قُلْنا: يا رسول الله! قد علمنا السلامَ عليكَ، فكيفَ الصلاةُ عليك؟ قال:"قُولُوا: اللَّهُمَّ صَل على مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ محَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلى إبْراهيمَ وعَلى آلِ إبْراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، وبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما بارَكْتَ على إبْراهيمَ وعَلى آلِ إبْراهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مجيدٌ"(١).
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٢٤٣)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٨٦٣١)، وابن حبان في "صحيحه" (١٩٥٧)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٢٥٨٧)، وابن الجارود في "المنتقى" (٢٠٦).