للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ثم ادَّعى بعضُ أهلِ العلمِ أن الصلاةَ عليهِ مُسْتَحبَّةٌ (١)، وهو خَطَأ، لا التفاتَ إليه، فلا دليلَ لهُ على دَعواه، بل هو مَحجوج بِما روى مالكُ بنُ الحَسَنِ بنِ مالِكِ بنِ الحُوَيْرِثِ عنْ أبيهِ عَنْ جَدِّهِ قال: صَعِدَ النبي - صلى الله عليه وسلم - المِنْبَرَ، فَلَما رَقا عَتبَةَ، قال: "آمين"، ثُمَ رَقا عتبةَ أخرى، فقال: "آمين"، ثم رَقا عتبةَ ثالثةَ، فقال: "آمين"، ثم قال: "أتاني جِبْريلُ فقالَ: يا مُحَمَّدُ! مَنْ أَدرَكَ رَمَضانَ فَلَم يُغْفر لَهُ فَأَبْعَدهُ اللهُ، قُلْتُ: آمين، قال: ومَنْ أدركَ والِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُما، فدخلَ النارَ، فَأبْعَدَه اللهُ، قُلْتُ: آمين، قال: ومَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهَ فَلَم يُصَل عَلَيَّ، فأبعدهُ اللهُ، قُلْتُ: آمين" (٢).

وبما روى أبو هريرةَ -رضيَ اللهُ تعالى عنه- قال: قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ نَسِيَ الصَّلاةَ عَلَى أَخْطأ طريقَ الله" (٣).

وبما رَوى عبدُ اللهِ بنُ عَلِي بنِ حُسَيْنِ بْنِ علي بن أبي طالِبِ -رضيَ اللهُ تعالى عنهم-، عن أبيه قال: قالَ عليُّ بنُ أبي طالِب: قالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ البَخيلَ الَّذي ذُكِرْتُ عِنْدَهُ وَلَم يُصَل عَلَيَّ" (٤)، خَرَّجَهُ أبو عيسى التِّرمِذِيُّ، وقالَ: حَسَنٌ صحيحٌ.


(١) الذي ادعى ذلك هو ابن جرير الطبري، وادعى الإجماع عليه، انظر: الأقوال في حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في "فتح الباري" (١١/ ١٥٢).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٩/ ٦٤٩).
(٣) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٩/ ٢٨٦)، وفي "شعب الإيمان" (١٥٧٤)، عن أبي هريرة، بلفظ: " ... ... . أخطأ طريق الجنة" بدل "أخطأ طريق الله".
(٤) رواه الترمذي (٣٥٤٦)، كتاب: الدعوات، باب: قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رغم أنف رجل"، والإمام أحمد في "المسند" (١/ ٢٠١)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٤٣٢)، والنسائي في "السنن الكبرى" (٨١٠٠)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (٦٧٧٦)، والبزار في "مسنده" (١٣٤٢)، والحاكم في "المستدرك" (٢٠١٥)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١٥٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>