للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن الحقيقةَ أكثرُ استعمالاً منه (١)، خلافًا لابن رَشيقٍ وابْنِ جِنِّي (٢)، وقد وردَ القرآنُ العظيمُ (٣) بالمَجاز (٤) ليكونَ حُجةً على العربِ؛ إذ خاطبهُمْ بجَميع أنواعِ كلامِهم، ثم تحداهم بسورَةٍ من مثلِه (٥)، وعجَزوا عنِ الإتيانِ بمثلِها، معَ قيام دواعيهم وتوفُرها على المُعارَضَةِ له؛ لِكَيْلا يقولوا: إنَّما عَجَزنا عن الإتيانِ بمثلِه لكونهِ بغير سُنَتِنا وخلافَ عادَتِنا؛ إذْ لمْ يجمعْ صنوفَ كلامِنا.

ولا نَظَرَ إلى خلافِ ابن داودَ؛ حَيثُ أنكرَ المَجاز في القُرآن، فالقرآنُ مَشْحونٌ بذلكَ (٦)، وإنِ (٧) اعترفَ بهِ وادَعى تأويلَه، كانَ الخلافُ في التسمية والعبارة.


(١) انظر: "البحر المحيط" للزركشي (٢/ ١٨١)، و "المحلي مع البناني" (١/ ٣١٠)، و"الاستعداد لرتبة الاجتهاد" للمؤلف (١/ ٢١٤)، و"إرشاد الفحول" للشوكاني (ص: ٢٣).
(٢) انظر: "الخصائص" له (٢/ ٤٤٧).
(٣) في "ب": "العزيز" بدل "العظيم".
(٤) وهو قول الجمهور خلافًا لداود الظاهري ومن قال بقوله. انظر: "اللمع" للشيرازي (ص: ٣٨)، و"الإحكام" للآمدي (١/ ١/ ٧٤)، و "المسودة" لآل تيمية (١/ ٣٦٧)، و "بيان المختصر" للأصفهاني (١/ ١٦٠)، و"البحر المحيط" للزركشي (٢/ ١٨٢)، و "الاستعداد لرتبة الاجتهاد" للمؤلف (١/ ٢١٥)، و"إرشاد الفحول" للشوكاني (ص: ٢٣).
(٥) في قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: ٢٣].
(٦) انظر أمثلة لذلك في: "اللمع" للشيرازي (ص: ٣٩)، و "بيان المختصر" للأصفهاني (١/ ١٦٠)، و "البحر المحيط" للزركشي (٢/ ١٨٢)، و"الاستعداد لرتبة الاجتهاد" للمؤلف (١/ ٢١٥).
(٧) في "ب": "فإن".

<<  <  ج: ص:  >  >>