للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وبين النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن سلامَنا الذي هو تحيةٌ من عندِ اللهِ مباركَةٌ طيبةٌ خاصٌّ بنا دُونَ غيرنا؛ كما قيدُه الله سبحانه.

فروينا في "صحيح مسلم" عن أبي هُريرةَ -رضيَ اللهُ تعالى عنه -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تَبْدَؤوا اليهودَ ولا النَّصارى بالسَّلامِ، فإذا لَقِيتُمْ أحدَهُم في طَريقٍ، فاضْطَرُّوهُ إلى أَضْيَقِهِ" (١).

واختلفَ الشافعيةُ هلْ هذا النهيُ على التحريمِ، أو الكراهةِ؟ والصحيحُ عندَ أكثرِهم التحريمُ (٢).

ولو سَلَّمَ على رجلٍ ظَنَّهُ مسلِماً، فبانَ كافِراً، استردَّ سلامَهُ؛ كما فعلَ ابنُ عمرَ -رضيَ اللهُ تَعالى عنهما -، وبهذا عملتِ الشافعيةُ (٣).

وقالَ مالكٌ: لا يستقيله (٤) (٥).


= والترمذي (٢٧٠٦)، كتاب: الاستئذان، باب: ما جاء في التسليم عند القيام وعند القعود، والإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢٣٠)، وابن حبان في "صحيحه" (٤٩٦).
(١) رواه مسلم (٢١٦٧)، كتاب: السلام، باب: النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، وكيف يرد عليهم؟.
(٢) انظر: "المجموع" للنووي (٤/ ٥٠٧ - ٥٠٨)، و"فتح الباري" لابن حجر (١١/ ٣٩ - ٤٠).
وهو مذهب الحنابلة، انظر: "المغني" لابن قدامة (٩/ ٢٩٥)، و"كشاف القناع" للبهوتي (٣/ ١٢٩)، و"شرح منتهى الإرادات" للبهوتي (١/ ٦٦٤)، وانظر: أيضاً "مواهب الجليل" للحطاب (١/ ٤٥٩).
(٣) انظر: "المجموع" للنووي (٤/ ٥٠٨)، و"الأذكار" للنووي (ص ٢٠٠)، و"فتح الباري" لابن حجر (١١/ ٤٦)، وهو مذهب الحنابلة، انظر: "الفروع" لابن مفلح (٦/ ٢٤٧)، و"كشاف القناع" للبهوتي (٣/ ١٣٠).
(٤) في "أ": "يسترده".
(٥) انظر: "الموطأ" للإمام مالك (٢/ ٩٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>