للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عزُّ الدين بنُ عبد السلام -رحمه الله تعالى- في حَدِّ الإصرار: أن تتكررَ منه الصغيرةُ تكرراً يشعرُ بقلَّةِ مبالاته بدينه إشعارَ مرتكبِ الكبيرة.

قال: وكذلك إذا اجتمعتْ صغائرُ مختلفةُ الأنواع بحيثُ يُشْعر مجموعُها بما يُشعر أصغرُ الكبائر (١).

وقال الشيخُ أبو عمرِو بنُ الصلاح -رحمه الله تعالى-: المُصِرُّ من تلبَّس من أضدادِ التوبةِ باستمرارِ العزم على المُعاوَدَةِ، أو باستدامةِ الفعل بحيثُ يدخلُ به في حَيِّزِ ما يُطْلقُ عليه الوصف (٢) كبيراً عظيماً (٣)، وليس لزمان ذلك وعدده حصر معلوم (٤) (٥).

* * *


(١) انظر: "شرح مسلم" للنووي (٢/ ٨٧)، و"الزواجر" للهيتمي (٢/ ٩٢٢).
(٢) في "ب" زيادة": "لضرورته.
(٣) انظر: "فتاوى ابن الصلاح" (١/ ١٤٩)، و"شرح مسلم" للنووي (٢/ ٨٧)، و"الزواجر" للهيتمي (٢/ ٩٢٢).
(٤) انظر هذين النقلين ونقولاً أخرى قبلها ذكرها المؤلف في: "شرح مسلم" للنووي (٢/ ٨٥ - ٨٧). وقد ذكر الإمام النووي -رحمه الله- في هذا الموضع جملاً مهمة مختصرة فيما يتعلق بضبط الكبيرة، ذكر المصنف هنا أكثرها.
(٥) قال ابن القيم: وهاهنا أمر ينبغي التفطن له: وهو أن (الكبيرة) قد يقترن بها من الحياء والخوف والاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر، وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف والاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر بل يجعلها في أعلى رتبها، وهذا أمر مرجعه إلى ما يقوم بالقلب وهو قدر زائد على مجرد الفعل، والإنسان يعرف ذلك من نفسه ومن غيره. انظر: "مدارج السالكين" لابن القيم (١/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>