المشهود عليه: يا أبا واثلة تثبت في أمري، فوالله ما أشهدتهم إِلَّا بألفين فسأل إياس أباه والشهود؛ أكان في الصحيفة التي شهدوا فيها فضل? قالوا: نعم، كان الكتاب في أولها والطينة في وسطها وباقي الصحيفة أبيض؛ قال: أفكان هَذَا المشهود له يلقاكم أحياناً فيذكركم شهادتكم بأربعة ألف ? قالوا: نعم، كان لا يزال يلقانا فيقول: اذكروا شهادتكم على فلان بأربعة ألف درهم، فصرفهم، ثم دعا المشهود له، فقال: يا عدو الله تغفلت أقواماً صالحين مغفلين، فأشهدتهم على صحيفة جعلت طينتها في وسطها، وتركت فيها بياضاً في أسفلها، لما ختموا الطينة قطعت الكتاب الذي جعل فِيْهِ ألفان وكتبت في البياض أربعة آلاف فأقر بذلك. وسأله الستر عليه فحكم له بألفين، وستر عليه.
وقَالَ: إسحاق بْن سويد العدوي لإياس: أَخْبَرَنِي عَن رجلين؛ قَالَ: إياس: اسكت فإني أعلم ما تريد أن تسألني عنه، قال: قل؛ قال: تريد أن تقول أَخْبَرَنِي عَن رجلين بالمصر مسلمين صالحين خيرين فاضلين، لا يتزاوران ولا يتلاطفان ولا يلتقيان، الْحَسَن وابن سيرين؛ قَالَ: ما أردت غيرهما.
وتذاكروا عند إياس الدنيا؛ فقال: ما تعجبون من الدنيا وإنما هي خمس نبات، وخمس حيوان، ثم يعود إِلَى ثلاث، فالحيوان ذو رجلين، وذو أربع، وخرشة، وسمكة، والنبات شجرة ذات ساق، وغير ذات ساق، وبقلة وزرع، وحشيشة، وتعود إِلَى ثلاثة ولاد وبيضة ونبات.